منتدى قطر الاقتصادي – يونيو 2022
الدوحة، 15 يونيو (قنا) – قال الرئيس التنفيذي لمدينة الإعلام، سعادة الشيخ علي بن عبدالله بن خليفة آل ثاني، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمنتدى الاقتصادي القطري الثاني 2022، إن دولة قطر ترحب بقادة العالم وصناع القرار ورواد الأعمال من جميع أنحاء العالم الذين سيشاركون في النسخة الثانية من المنتدى، الذي تنظمه دولة قطر بالتعاون مع بلومبرغ في الفترة من 20 إلى 22 يونيو.
وأضاف سعادته لوكالة قطر للأنباء (قنا) أن مشاركة قادة العالم والمسؤولين الرفيعين تعكس مكانة دولة قطر كمركز إقليمي ودولي للأعمال والاستثمار والرياضة والتعليم. وأكد سعادته أن دولة قطر استفادت من موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين آسيا وأفريقيا وبقية أنحاء العالم، بالإضافة إلى مكانتها كمركز دبلوماسي هام، وريادتها في مجال الغاز الطبيعي المسال، واستضافتها لكأس العالم لكرة القدم قطر 2022.
وأضاف سعادته أن المنتدى سيستضيف شخصيات قطرية بارزة من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى متحدثين دوليين وخبراء في مختلف المجالات. سيشارك المشاركون خبراتهم حول مواضيع متنوعة في مجال الإدارة وسيناقشون الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال مثل القيادة النسائية في الأعمال، ومستقبل الطاقة، والتنمية المستدامة، والتحول الرقمي، بالإضافة إلى التوجهات في النظام المالي العالمي.
وأشار سعادته إلى أن دولة قطر جاهزة لتوفير منصة تجمع بين مختلف أعضاء المجتمع الدولي للأعمال، مما يعزز مكانة الدولة كمركز دولي للأعمال والاستثمار والابتكار، بفضل خبرتها في استضافة الأحداث البارزة في المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية والتجارية. كما سلط الضوء في هذا الصدد على البنية التحتية لدولة قطر، بالإضافة إلى امتلاكها لأفضل مطار في العالم، وأفضل شركة طيران، وأفضل شركة شحن جوي. وأوضح أن جميع هذه العوامل تجعل البلاد قادرة على أن تصبح مركزًا لوجستيًا دوليًا يخدم الأسواق الدولية.
وفيما يتعلق بنجاح النسخة الأولى من المنتدى في تعزيز الحوار الاستراتيجي في المنطقة، قال سعادته إن النسخة الماضية من المنتدى جذبت 600 متحدث. وقد عُقد المنتدى عبر مؤتمرات الفيديو، بمشاركة 11 رئيس دولة، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى، ومنظمات دولية، وشركات، وخبراء من 120 دولة.
وأضاف سعادته أن نجاح النسخة الأولى من المنتدى يعكس مكانة دولة قطر كدولة رائدة إقليميًا ودوليًا. وأكد أن النسخة الماضية ستسهم في نجاح هذا الحدث الدولي الهام لسنوات قادمة.
الابتكار والحوار
أكد سعادته أن منتدى قطر الاقتصادي الذي تقدمه بلومبرغ يوفر منصة دولية للابتكار والحوار بين الدول، بالإضافة إلى جمع عدد من المسؤولين الرفيعين وقادة الأعمال والخبراء من جميع أنحاء العالم لمناقشة كيفية مواجهة بعض أكبر التحديات التي يواجهها العالم. وقال إن نسخة هذا العام ستغطي مجموعة من المواضيع المهمة في مجالات الطاقة والصناعة والاستثمار والتجارة والرياضة والتكنولوجيا وغيرها من القطاعات.
وفيما يتعلق بتأثير جائحة كوفيد-19 على المنتدى، قال سعادته إن الجائحة كان لها تأثير مباشر على أهداف التنمية في العديد من الدول، خصوصًا مع استمرار الاقتصاد العالمي في مواجهة تأثيرات الأزمة على شكل تعطيل سلاسل الإمداد، ونقص في العمالة والمواد الخام، بالإضافة إلى مستويات التضخم المرتفعة في جميع أنحاء العالم بسبب زيادة أسعار الطاقة والمواد الغذائية.
وأضاف سعادته أنه بالنظر إلى الترابط بين الاقتصادات، فإن العديد من الدراسات حول العالم توقعت تأثيرات اقتصادية واسعة النطاق قد تنتشر عبر العالم. وقد أدى ذلك إلى زيادة الضغط على مستوى النشاط الاقتصادي العالمي، مما أثر بدوره على التعافي الاقتصادي. وأعرب سعادته عن ثقته في أن النسخة المقبلة من منتدى قطر الاقتصادي الذي تقدمه بلومبرغ سيكون محطة مفيدة لفهم هذه التطورات وإجراء حوار يحدد الطريق نحو التعافي الاقتصادي العالمي.
شعار المنتدى
فيما يتعلق بشعار النسخة الثانية من منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبرغ، قال سعادته في مقابلة مع وكالة قطر للأنباء (قنا) إن شعار منتدى هذا العام يعكس القلق العالمي المشترك بشأن العجز عن تحقيق انتعاش اقتصادي عادل يشمل الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، ما يؤدي إلى اتساع الفجوة الاقتصادية في العديد من القطاعات، وخاصة فيما يتعلق بالفجوة في النمو بين الشركات الكبرى الدولية والشركات المتوسطة والصغيرة والناشئة، بالإضافة إلى الفجوة بين العمالة الماهرة واليدوية. وبالتالي، لا يمكن الخروج من الركود الاقتصادي الذي تسببت فيه جائحة كوفيد-19 إلا من خلال تكثيف الجهود لسد الفجوة عبر تعزيز روابط التعاون الوثيق بين الحكومات.
وأضاف سعادته: “خلال الجائحة، شهدنا تفاقمًا في التفاوتات، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا مثل النساء والأطفال، الذين من المرجح أن يتأثروا بالعواقب الطويلة الأمد للأزمة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى تفاقم مشاكل الوصول إلى التعليم والصحة. وفي ضوء هذه التحديات، يجب على الجميع وضع خريطة طريق واضحة لتحقيق انتعاش اقتصادي يشمل الدول النامية والدول الأقل نموًا، والعمل على تبني حلول فعالة تساهم في الحد من التحديات الكبرى الأخرى، بما في ذلك النزوح الاقتصادي، وتدفقات اللاجئين، وآثار تغير المناخ، والعوامل الأخرى التي تؤثر بشكل مباشر على أداء الاقتصاد العالمي ككل.”
أهداف النسخة الثانية من المنتدى
قال سعادته: “نتطلع، بفضل الحوار الذي سيجمع الخبراء العالميين وصناع القرار الرئيسيين، إلى مناقشة الحلول لعدد من التحديات الاقتصادية العالمية الأكثر إلحاحًا، بدءًا من الاستدامة إلى أزمة سلسلة التوريد العالمية ومستقبل التكنولوجيا المالية. وبالتالي، يجب على الحكومات والشركات أن تعمل معًا أكثر من أي وقت مضى لتحقيق معادلة التعافي الاقتصادي العالمي وتقليص الفجوة المتزايدة بين الشرق والغرب، ونأمل أن يكون منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبرغ منصة رئيسية لتحقيق ذلك، بفضل تحفيز الابتكار وتشجيع الجهود المشتركة بين أصحاب المصلحة، وبالتالي المساهمة في بناء مستقبل أكثر أمانًا لجميع دول وشعوب العالم.”
مخرجات النسخة الثانية من المنتدى
وفيما يتعلق بالمخرجات التي يمكن أن تحققها النسخة الثانية من المنتدى في ضوء المشاركة الواسعة لضيوف المنتدى، أوضح سعادته في مقابلة مع (قنا) أنه بفضل تخفيف القيود على السفر على مستوى العالم، نجح المنتدى هذا العام في استضافة شخصيات دولية هامة وذات تأثير كبير ستدعم الأهداف التي يسعى المنتدى لتحقيقها. وأضاف سعادته أن المنتدى سيوفر الفرصة لتبني نهج وحلول مبتكرة وغير تقليدية من شأنها تقليل التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19.
الشراكة مع مجموعة بلومبرغ الإعلامية
وفيما يتعلق بهدف تنظيم المنتدى والشراكة مع مجموعة بلومبرغ الإعلامية، أكد سعادته أن المنتدى يعكس جهود دولة قطر لتعزيز مكانتها كدولة رائدة في مجال النمو الاقتصادي العالمي، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة، وتعزيز مكانتها كوجهة استثمارية مزدهرة على المستويين الإقليمي والدولي. وأشار سعادته إلى أن هذا المنتدى يوفر، من خلال هذا الدور الاستراتيجي والتعاون مع مجموعة بلومبرغ الإعلامية، منصة حيوية للقادة والخبراء العالميين لتبادل الأفكار ومواجهة التحديات والمساهمة في إيجاد حلول مبتكرة جديدة.
مستقبل أفضل
أضاف سعادته أن الشراكة مع مجموعة بلومبرغ الإعلامية تعكس الرؤية المشتركة لتبني حوار بناء، أمام جمهور نشط، من شأنه تشكيل مستقبل أفضل، حيث تعد بلومبرغ مزودًا عالميًا ذا سمعة مرموقة في مجال الأخبار الاقتصادية والمالية، وتربط صناع القرار بشبكة غنية من الأشخاص والأفكار والبيانات. كما توفر أحدث المعلومات والرؤى الاقتصادية والمالية، معربًا عن سعادته باستمرار هذه الشراكة المتميزة للعام الثاني على التوالي، واستقبال القادة الدوليين وقادة الأعمال في الدوحة، من أجل وضع مسار واعد للاقتصاد العالمي.
تأثير استضافة كأس العالم
وفي رد على سؤال حول تأثير تنظيم دولة قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022 على المنتدى، قال سعادته إن دولة قطر تستعد لتنظيم نسخة تاريخية ومتميزة من كأس العالم 2022، وأن هذا الحدث سيساهم في تحفيز التنمية الاقتصادية على المدى الطويل، بالاعتماد على البنية التحتية المتطورة التي تم تصميمها وبناؤها وفقًا لأعلى المعايير الدولية، مشيرًا إلى أن كأس العالم كان أيضًا دافعًا إيجابيًا لتحقيق خطط التنمية التي تهدف إلى تطوير بيئة الأعمال، وتعزيز ثقة المستثمرين، وزيادة إنتاجية القطاع الصناعي بما يدعم قدرته على تعزيز قوة وتنافسية الاقتصاد الوطني.
أضاف سعادته أن الآثار الاقتصادية والاجتماعية للبطولة ستكون هامة جدًا داخل دولة قطر وخارجها، وأن العالم سيشهد الدور المتزايد لدولة قطر في تقديم الفعاليات الرياضية الدولية. وبناءً عليه، يعد تأثير الرياضة موضوعًا رئيسيًا في المنتدى، الذي يتضمن جلسة كاملة مخصصة لمناقشة أعمال الرياضة ودورها على المستويات الاقتصادية والسياسية العالمية.
وأشار سعادته إلى أن المنتدى سيسلط الضوء أيضًا على آثار البطولة على دولة قطر والمنطقة خلال العقد الماضي، بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية طويلة المدى، بدءًا من النمو المستدام للناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر بنسبة 4.5% منذ فوزها بحق استضافة البطولة في 2010، إلى مساهماتها في تطوير البنية التحتية وقطاع السياحة.
وتوقع سعادته أن تساهم البطولة في تسليط الضوء على المبادرات الواعدة التي تستعد البلاد لتنفيذها لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.